تتغير المنظومات البيئية التي تعرفها سابقا بفعل الإنسان إما سلبيا أو إيجابيا لكن الطبيعة مهما قويت تطلعات الإنسان للتحكم فيها وتحويلها لصلحه، تظل باسطة سلطانها الذي يتخذ مظهرا غير متوقع وذي أضرار كبيرة، تلك هي الكوارث الطبيعية، فهي مجرد ظاهرات ككل الظواهر الطبيعية التي تنساب جوف وسطح كوكب الأرض.
معرفة مفهوم الكوارث الطبيعية ومخاطرها:
1- معرفة الكوارث ذات الأصل المناخي:
تتجلى هذه الكوارث ذات الأصل المناخي في الفيضانات المحلية والعواصف الثلجية، والحرائق الناتجة عن الجفاف ثم الأعاصير التي هي زوابع تدور فيها الرياح المحملة برطوبة كبيرة بسرعة تتراوح ما بين 120 و 300 km/h حول منطقة هادئة تسمى عين الإعصار وتتكون بالعروض المدارية التي تتجاوز بها حرارة السطح 27º
كما تنتج عن العواصف عواقب وخيمة مثل عاصفة 1999 بفرنسا التي خلفت ورائها 300 مليون شجرة مقتلعة- ضياع 70 % من المخزون الوطني من الأخشاب- مئات الأفراد تعرضوا للموت وخاصة في الغابات.
وكذا الإعصار يخلف عواقب خطيرة مثل إعصار ;Mitch 1998 الذي خلف 11677 ضحية.
2- معرفة الكوارث ذات الأصل التكتوني :
تعدد الزلازل والبراكين من الكوارث التكتونية حيث تنتشر هذه الكوارث في أمريكا وأوراسيا وإفريقيا حيث تعرف هذه المناطق صفائح تكتونية وهي أجزاء صلبة وسطحية من القشرة الأرضية التي تشكل الأجزاء الفاصلة فيما بينها مناطق لانتشار الزلازل.
من أهم هذه الزلازل زلزال طايوان في 21 شتنبر 1999 الذي ضرب بقوة 7,5 سلم ريشتر التي نتجت عنه أضرار قوية، وكذا ظاهرة تسونامي بجنوب شيلي وفي 1960 حيث ضرب الزلازل بقوة، وحدوث نتيجة ذلك خسائر جسيمة انكسار أمواج ضخمة على طول شواطئ الشيلي وقتل مئات الأشخاص، التسونامي ظاهرة طبيعية ناتجة عن الزلازل التي تتكون بؤرها بالمحيطات أو البحار إذ تحدث الهزات الأرضية تموجات تنتشر في كل الاتجاهات، تتحول إلى أمواج عاتية يزيد ارتفاعها عن 200 متر إلى 30 متر بالشواطئ القارية.
البراكين تشكل مصدر ثورة بالنسبة لدول أمريكا الوسطى نظرا لازدها ر مزارع البن على التربة البركانية مما يجعل جمهورية سالفادور أحد أكبر منتجي البن في العالم كما يستفيد فلاحي المكسيك إلى استغلال البراكين الخامدة للاستفادة من خصوبة اللافا.
3- معرفة الكوارث ذات الأصل البيولوجي:
- الخطوط الجوية في العالم.
- انتشار وباء الملاريا بالدول الإفريقية وهو مرض ينتقل إلى الإنسان عبر لعات أنثى البعوض، يتعرض به حوالي 240 من سكان الأرض، يوجد ما بين 90,80 % منهم بإفريقيا جنوب الصحراء.
- ظهور العدوى بداء السيدا سنة 2000 بإفريقيا من 1 نسمة إلى 5 نسمة وهو داء فقدان المناعة، مرض خطير، تنتقل العدوى فيه عن طريق الدم الا الاتصال الجنسي، يصيب حوالي 14000 شخص بإفريقيا السوداء كل يوم.
الطرق المعتمدة لمواجهة الإنسان للكوارث الطبيعية:
1- اكتشاف الطابع الكوني لظاهرة الكوارث الطبيعية:
ينتج عن وقوع الكوارث الطبيعية المناخية التكتونية، البيولوجية إلى حدوث وفيات سنويا يتراوح ما بين 50 و 100 نسمة، حيث نتج عن زلزال كوبي بدرجة 7 على سلم ريشتر في قتل 6000 فرد وزلزال كواجارات في قتل 300.000 فرد بالهند.
ثم البراكين: انفجار بركان جبل سانت هيلينا في و.م. أ سنة 1985 تسبب في مقتل 60 فردا وفي انفجار بركان * نيفبولريز* بكولومبيا 1985 في مقتل 22.000 فرد ويعزى الفرق بين الحالتين في الإنذار وإجلاء السكان والإسعافات في الولايات المتحدة الأمريكية وعدم الإنذار في كولومبيا.
2- معرفة مواجهة الدول المتقدمة للكوارث الطبيعية:
- تهييئ السواحل اليابانية للاحتياط من التسونامي.
- إنشاء طريق سيار في السهل ، وخط حديدي للقطار السريع هذه الإقامة أصبحت أمام ظاهرتين الفيضان وتدني مستوى سطح السهل يعني أن نهر Aude يعلو بانتظام عن السهل بفضل رواسب التي تحملها.
- إلا أنه ورغم هذه الاحتياطات المتخذة يبقى الفيضان عنصر طبيعي من عناصر جغرافية السهل ومن الضروري أن يتأقلم معها المجتمع.
3- معرفة مواجهة الدول النامية للكوارث الطبيعية:
تتعرض الدول النامية لكوارث طبيعية مختلفة التي تخلف أخطار مرتبطة بالمناخ (لتصحر) وأخطار مرتبطة بالصفائح التكتونية وأخطار مرتبطة بالفيضانات بينكلاديش التي غمرتها الفيضانات. ثم كارثة ميتش في أمريكا الوسطى وتعجز الدول النامية عن مواجهة هذه الكوارث نتيجة عجزها عن إنذار السكان لانعدام التكنولوجية اللازمة ولا وسائل لتنظيم إجلاء السكان على نطاق واسع نحو الملاجئ الواقية- ندرة الطائرات المروحية ووسائل الاتصال اللاسكلية -عدم وجود تأمين للسكان.